^^ طلع اليوم نجم "أحمد" ^^
يا لها من ليلة.. لقد مضى على يوم الفيل خمسون يوما
ليلة هادئة خاشعة.. ليلة بدا فيها القمر أكثر إشراقاً وبهاءً.. نوره أضاء أرجاء مكة..
ليلة تجمّع فيها أهل يثرب نحو صوت اليهودي وهو ينادي:
"يا معشر يهود... يا معشر يهود..."
وبصوت المتلهف للخبر: "ويحك ما لك"؟
"ويحك ما لك"؟...
"ويحك ما لك"؟!!
...
أجاب:
"طلع الليلة نجم أحمد"
نعم: "نجم أحمد"...
لم يفقهوا كثيراً ما يقول.. ولم يَدُرْ بخلدهم في تلك اللحظة أن منهم من سيكون ناصره ومؤيده وشاعره، وصاحبه وسفيره، بل ومن الذين آمنوا معه ورضي الله عنهم..
أما في مكة فقد كانت الليلة التي تستقبل فيها آمنة غلامها اليتيم.. يتيم الأب.. وكم تمنّت أن يكون زوجها حيّاً ليرى الوليد أو...
أو ذلك النجم الذي أوقف حزنها برؤيتها لإشراقة وجهه..
ذلك النجم الذي بدّد كل ما في جوفها من حزن... وغمر قلبها بالنور والطمأنينة حين تذكرت هاتف يوم حملها به: "لقد حملت بسيد هذه الأمة"...
إنها ليلة تحررت فيها ثويبة جارية أبي لهب.. حينما ذهبت إليه مهرولة لتكون أول من يحمل البشرى السعيدة إلى سيدها.. لتخبره بغلام ابن أخيه..
وما إن سمع الخبر حتى قال:
"اذهبي فأنتِ حرة"..
ليلة كانت إيذاناً ببدء تحرير الإنسان من استعباد أخيه الإنسان..
...
نعم إنها الليلة..
في مجلس من مجالس قريش.. ينادي يهودي يتاجر في مكة: يا مشعر قريش هل وُلد فيكم الليلة مولود؟!!
قالوا: وُلد لعبد الله بن عبد المطلب غلام..
فقال اليهودي: فاذهبوا معي حتى أنظر إليه..
فلما رأى الغلامَ، وكشف عن ظهره، وقع مغشياً عليه..!! كيف لا وقد رأى الشامة التي تدل على نبوته..
ولما أفاق قال: قد ذهبت والله النبوة من بني إسرائيل.. فرحتم بها يا معشر قريش.. والله ليسطون بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والمغرب..
إنها ليلة.. أنعم الله فيها علينا بنبي آخر الزمان.. وجعلنا خير الأمم بأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر..
الله الله.. ما أسعد نبينا بنا إن دعونا إلى الله وبلّغنا رسالته وكنّا بحقّ رسُل رسول الله صلّى الله عليه وسلم؛ فهماً وعلماً وإخلاصاً وتطبيقاً..
دعوة إلى الله ننشر الحق وندكّ جبروت الباطل، ننشر الضياء ونمحو ظلام المؤامرة التي أحكَمَتْ حبالها حول رقابنا..
أفنرضى أن نخون البيعة مع حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام..؟! أم سنرضى أن ننام على تراث أجدادٍ لنا ممن كان الرجل منهم بألف رجل..؟!
أخي المسلم.. أختي المسلمة..
إياكم والغفلة.. ولنضع نصب أعيننا الاستعانة بالله وحده.. لننطلق بعدها في آفاق الحياة.. مغتنمين كل لحظة في حياتنا.. لنكون بإذن الله لَبِنَةً في بناء شامخ.. ومن جند الحبيب محمد عليه وعلى آله وصحبه أكرم السلام..
قم من نومك قم...
وانفض عنك غبار الكسل...
قم وانـشـر الخير ولا تـبـخـل...
فأنت رسول رسول الله صلّى الله عليه وسلم
وصلِّ عليه ما دام فيك قـلـب ينبض أو عـيـن تطرف
صلِّ عليه صلاة يزيدك مسكها قوة في جسدك.. وعبيرها خشوعاً في قلبك.. وجمالها عظمة في روحك